*صرف القضاء من الخدمة* *بقلم علي خيرالله شريف* إنه خبرٌ مستهجن أن يقوم المجلس التأديبي للقضاء بصرف القاضية غادة عون من الخ

عاجل

الفئة

shadow
*صرف القضاء من الخدمة*

*بقلم علي خيرالله شريف*

إنه خبرٌ مستهجن أن يقوم المجلس التأديبي للقضاء بصرف القاضية غادة عون من الخدمة بسبب ملاحقتها للفاسدين، فهذا يعني أن كُلَّ زمام الأمور في لبنان قد أصبحت بيد الفاسدين، حتى القضاء، وربما ستكون الجولة القادمة عبارة عن حملة "تطهير عرقي" يقوم بها هؤلاء الفاسدون في لبنان ضد كل من يتحلَّى بالنزاهة من شرائح الشعب.

بعد كل الهمروجات، مُنتَحِلَة صفة الثورة، وبعد اضمحلال الزخم الذي كان يتحلى به المناهِضون للفساد، وبعد صراخهم الاستعراضي ومظاهراتهم الصاخبة، أضحى الفاسدون اليوم أكثر مناعة وأصلب عوداً وأوسع هيمنةً على كل شيء. هم يُهَيمِنون على الحكم بِسُلُطاتِهِ الثلاث، يُضافُ إليها السلطة الرابعة، وها هي أحكامُهُم الـمُبرَمَة على "الأوادم" قد بدأت بالصدور، تحت رعاية عتاعيت الفساد الذين يتبوَّأون قمة السلطة.
قبل القاضية غادة عون أسقطوا حكومة الرئيس حسان دياب التي كادت أن تعتقلهم لو لم يتخاذل الشعب اللبناني عن نُصرَتِها مع أنها أكثر من كان يناصر ذلك الشعب، وعزلوا القاضي محمد مازح لأنه تصدى لعربدة السفيرة الأميركية، وكأنَّ شعبنا يعيشُ حالة "ألزهايمر" فتجعله قاصراً عن التمييز بين الصالح والطالح.
هل بات القضاء عندنا حارساً للمغارة ولِسُكَّانها الذين فاق عددهم الأربعين بعد الألف؟ وهل بات مؤتمناً على سر "الشيخ زنكي"، وأضحى السيف المسلط على رقبة كل من تحدثه نفسه بالمطالبة بحقه المسروق أو وديعته المنهوبة أو أملاكه المغتصبة.
إن القاضية عون تمثِّلُ القضاء الذي يرى فيه الشرفاء صمام الأمان لحقوقهم، وإقالة هذه القاضية الشريفة وأمثالها من الخدمة يُعتَبَرُ إقالة للقضاء الحقيقي بِرُمَّتِهِ وإخراجه من الخدمة. أليس من المفترض أن يتحرك الشعب اللبناني بكل طوائفه وتوجهاته للتصدي لهذا القرار؟ أم أن من يراهن على الشعب اللبناني كأنه يراهن على سراب؟
ربما هذه الخطوة الأولى للوعد الذي قطعه على نفسه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بإصلاح القضاء وتصويبه، وبداية تصويبه عزل الشرفاء.
وللحديث تتمة...

*الجمعة ٥ أيار ٢٠٢٣*

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة